ترجمة ابنه

التعريف بالامام عبدالرحمن بن عبيداللاه السقاف

(هـ 1300 - 1375)

ولد الامام عبدالرحمن بن عبيدالله بن محسن بن علوي السقاف  في السابع والعشرين من رجب سنة 1300 هـ بمدينة سيئون ببلد  بحضرموت .
ونشأ نشـأة صالحة في كنف أسرته  ؛ وهي إحدى الأسر المشهورة بالعلم والكرم ؛ واعتنى بتربيته والده  الرجل الصالح العابد  , الزاهد الورع , عبيداللاه بن محسن السقاف ؛ والمتوفي سنة 1324هـ  , وتتلمذ ؛ وهو دون سن البلوغ  ؛ على الإمام العلامة عيدروس بن عمر الحبشي ؛ صاحب الغرفة ؛ المتوفى بها سنة 1314هـ ؛ وكان تأثره به قوياً ؛ وتعلقه به تاما  .
وقد اعتنى والده بتعليمه , وحرص على استصحابه للمجالس العلميه , المنتشرة في حضرموت تلك الايام , كما اختار لتعليمه  ؛ نخبة من خيرة المدرسين  , وعهد اليهم بتعليمه القرآن الكريم , والفقه والنحو ؛ وقد صار  بعض اساتذته ؛ فيما بعد ؛ من تلامذته  المواظبين على حضور دروسه !

ويعتبر  الامام عبدالرحمن بن عبيداللاه  احد النوادر في عصره ؛ بل والى الان لم يظهر من يماثله في علمه وعبقريته ؛ فقد كان إماما في الفقه الشافعي ؛ لا يبعد كثيرا عن ائمة الفقه الكبار ؛ وكان لا يبارى في البلاغة واللغة  ؛ وكأنما هوحافظ لقواميس اللغة العربية الكبيرة ؛  وكان مؤرخا عظيما ؛ يشهد على ذلك مؤلفه العظيم  (ادام القوت )؛ وسفره الكبير الذي مازال مخطوطا (بضائع التابوت ) ؛ كما كان خطيبا مصقعا ؛ وشاعرا مجيدا ؛ وكان  شجاعا يجهر برأيه ولا يخاف في الحق لومة لائم ؛ كما  كان كريما مضيافا  ؛ لطيف المعشر ؛ خفيف الظل  . عابدا زاهدا .

وقد كان للامام عبدالرحمن بن عبيداللاه السقاف اتصالات  بالزعماء والسلاطين  في حضرموت وخارجها  ؛ وصداقة قوية بالامام يحيى حميد الدين ؛ امام اليمن ؛  كما سافر سفرات قصيرة الى الهند وجاوة  والساحل الافريقي ؛ حيث كان يستقبل فيها استقبال الملوك ؛ واجتمع بالادريسي في عسير ؛ وكانت له اتصالات بعلماء مصر ؛  كما كتب في المجلاته المصرية الرفيعة كالمنار  والازهر وغيرهما ؛ ودعي الى مؤتمر الخلافة في مصر ؛ لكنه لم يتمكن من السفر  الى مصر  بسبب الظروف في حضرموت . كما حج  حجتين  ؛ وتقابل  مع الملك عبدالعزيز آل سعود  ؛ وخطب في حفلة استقبال الحجاج  التي يقيمها الملك بقصر المعابدة بمكة المكرمة  ؛ وتفوق في  خطبته على كل العلماء والادباء من مصر والعراق والشام ؛ وقال من حضروا هذا الحفل ؛ ان الملك عبدالعزيز قال له بعد انتهاء خطبته : بارك الله في البلد التي انجبتك .

وقد ادهشت مؤلفاته التي طبعت مؤخرا  العلماء والادباء ؛ باسلوبها ولغتها وافكارها وعلومها ؛ وكان قوي الحافظة ؛ يملي اغلب مؤلفاته من ذاكرته دون الرجوع  لكتاب أومتن  أو ديوان ؛ ويزين كتابته بمآت الابيات الشعرية والنوادر الادبية  والاحكام الفقهية .
صنف ابن عبيدالله مصنفات تشهد له بالبراعة وعلو الكعب ومن مصنفاته المطبوعة ما يلي

أولاً: مصنفاته الفقهية
كتاب (صوب الركام في تحقيق الأحكام) وهو مطبوع  طبعة حديثة جيدة ويقع في  1064 صفحة  . وهو يبحث في باب دقيق من ابواب الفقه ؛ لم يصنف فيه  أحد من الفقهاء المتاخرين ؛ وهو كتاب ذو فائدة عظيمة ؛ خصوصا للقضاة والمفتين والمختصين في علم الفقه

 أما مصنفاته الفقهية التي  ما زالت مخطوطة فهي :

  • حاشية على كتاب (فتح الجواد بشرح الإرشاد)
  • حاشية على كتاب (منهاج الطالبين) للأمام النووي رحمه الله
  • حاشية على تحفة المحتاج بشرح المنهاج. لابن حجر الهيتمي
    ثانياً: مصنفاته في الحديث:
    1-  كتاب بلابل التغريد فيما أستفدناه من قراءة  التجريد  ؛ وهو مطبوع طبعة جيدة  تقع في 671 ورقة .. وهي تمثل الجزء الاول من هذا الكتاب العظيم ؛ أما الجزء الثاني والثالث ؛ فما زالا مفقودان . قال عنه الأستاذ الزركلي : هو أشبه بكتب الأمالي في ثلاثة أجزاء. وقد صنفه أيام تدريسه للتجريد الصريح ؛ وهو (مختصر البخاري) للإمام العلامة الزبيدي الشرجي. كما ان للامام بن عبيداللاه  حاشية على الشمائل النبوية للإمام الترمذي مازالت كذلك مخطوطة .
    ثالثا: مصنفاته التاريخية:

( ادام القوت او معجم بلدان حضرموت ) وهو مطبوع طبعة فاخرة في  812 صفحة وهو من اعجب كتب التاريخ حيث أتى فيه الى جانب التاريخ بعلوم اخرى كثيرة  ؛ وهو ملخص  لكتابه التاريخي الكبير

(بضائع التابوت في نتف من تاريخ حضرموت ) والذي ما زال مخطوطا في ثلاث مجلدات ضخام ، قال عنه الزركلي مثنياً عليه: (وأتى فيه بعلم غزير، في تاريخ حضرموت وبيوتها وحكامها وأعلامها، إلى استطرادات في فنون مختلفة من أدب وحديث ونقد، إلى وثائق سياسية ومعاهدات وملحوظات .

مؤلفاته الأدبية النقدية :

1-( العود الهندي عن أمالي في ديوان الكندي ) وهو مطبوع في ثلاثة مجلدات ؛ ثم طبع مؤخرا طبعة فاخرة في 812 صفحة من القطع الكبير ؛ وهو كتاب من أحفل كتب الأدب ؛ مشحون بالفوائد والفرائد مع الأشعار والأخبار، مما يدل على ما يتصف به مؤلفه من سعة الاطلاع، وبه الكثير من النكت والنوادر و الشواهد ؛  وطرائف من الشعر أو القصص الحديثة .

2-كتاب (النجم المضي في نقد عبقرية الشريف الرضي أو مفتاح  الثقافة ) وفيه يرد فيه على الدكتور زكي مبارك مؤلف كتاب عبقرية الشريف الرضي ؛ وقد طبع حديثا طبعة جيدة في  521 صفحة  ؛وهو من ابدع الكتب في النقد الادبي ؛ وتظهر فيه عظمة الامام بن عبيداللاه في املائه هذا الكتاب  من ذاكرته ؛ وبه اشارة الى مئآت من الابيات الشعرية  لمن لا يحصى من الشعراء المتقدمين والمتأخرين مع المقارنة بينها ؛  وهذا الكتاب هو كما اراده المؤلف ؛ المدخل لمن يريد  أن يلج عالم الثقافة والادب .

ومن مؤلفاته الادبية التي مازالت مخطوطة ( الرحلة الدوعنية ) : وهي وصف لرحلة  قام بها  الى مناطق دوعن سنة 1360هـ .. وهي تعد من روائع أدب الرحلات.
3- ديوان شعر الامام ابن عبيدالله:
وهو ديوان حافل بأصناف وألوان القصائد وأرقها وأعذبها وأجزلها .وقد طبع في رمضان من سنة  1378هـ ، تحت نظر وتصحيح الشيخ حسنين مخلوف وباشراف ابن الامام السيد الشاعر الاديب حسن بن عبدالرحمن السقاف ؛ ولكن نسخ هذه الطبعة القديمة ؛ اختفت مع مرور الزمن ؛ ومنذ فترة بعيدة ؛ ثم طبع هذا الديوان مؤخرا بطبعة فاخرة تقع  في 612 صفحة . قال عنه الشيخ حسنين مخلوف :  ديوان شعر وعلم وأدب وتاريخ وسير ودين وأخلاق.
كما توجد مجموعة أخرى مخطوطة من شعرالامام بن عبيداللاه  تقع في حوالي 500 صفحة ؛ وتمثل الجزء الثاني من هذا الديوان .

 كتب اخرى تتعلق بالشعر :

وله ايضا كتيب (النقد العلمي الذوقي في الجواب عن أبيات شوقي ) : وهو جزء لطيف مخطوط يقع في 32 صفحة ومطبوعاً طبعة قديمة غير متوفرة حاليا. وله أيضا (معارضة البردة ) : طبعت بعدن سنة 1367هـ.  و (نسج البردة ) : على منوال بردة البوصيري وقد طبعت مؤخرا
خامساً: محاضراته وخطبه:

  كان الامام بن عبيدالله السقاف خطيباً مصقعاً.. ومع ما ترى له من المؤلفات العظيمة ؛ إلا أنه كان في الخطابة أعظم منه في  الكتابة ؛  وقد جمعت بعض خطبه ؛ ونشر بعضها بالمجلات المصرية كما طبع بعضها ؛ ومنها :

1- محاضرة  في تحقيق الفرق بين العامل بعلمه وغيره ؛ وما يتصل بذلك من حد الولاية وحكم الإلهام؛ طبعَهُ بمصر سنة 1355هـ في 32 صفحة بتقريظ العلامة أحمد المطاع الصنعاني. ثم أعيد طبعها مؤخرا .

2-كلمة عن العدالة والمساواة:ألقاها في درسه بسيؤن في 9 ربيع الثاني سنة 1372هـ.. بعد أن سئل عن حكم الإسلام في ذلك ، وكانت على البديهة ارتجالاً بدون تحضير سابق!!
3-كلمة حول ((تحديد الملكية)):وهي رد على مقال للشيخ محمد عرفة نشر بمجلة الأزهر.. وتاريخها 16 ربيع الثاني 1372هـ.

سادساً: الردود:
نذكر منها:

  • النجم الدري في الرد على السيد سالم الجفري
  • نسيم حاجر في تأكيد قولي عن المهاجر:

3- السيف الحاد لقطع الإلحاد  :طبع بعدن في شعبان 1369هـ في 138 صفحة. وهو رد على كتاب  توحيد الأديان . وقد اعيد طبعه مؤخرا  ضمن كتاب بلابل التغريد  وجاء في 200 صفحة .

ملاحظة  : تتوفر كتب الامام عبدالرحمن بن عبيداللاه المطبوعة بمكتبة تريم الحديثة بتريم حضرموت  وكذلك بمكتبة كنوز المعرفة بجدة المملكة العربية السعودية ؛ كما يمكن طلبها من موقع النيل والفرات على الانترنت